عندما كان الكون يدور حولي في الصِّغر، الأن يدور بعيدًا عني.
القلب ثقيل..والعقل لا يهدأ
أتهرب من الأفكار الصاخبة لكن الوقت ليس حليفي فأجدها جردتني وسيطرت علي.. لذا فهو يوم من الأيام التي لا أجد منها مَخرج الا بالمسايره
فأتعمد الصمت لأن الكلمات تبدو مبتذلةِ الوصف في هذه الحالات
في وصف الشعور
يستمر المشهد،
على أريكتي البيضاء أراقب القمر المكتمل لشهر آيار، يشتت إنتباهي ويلهيني عن الكتاب الممل بين يديّ، سجينة الصفحات، كعادتي لا استطيع ترك كتاب حتى أُنهيه
أسمع بصوت بعيد ثم يقترب أكثر فأكثر، صوت أنغام عاليه صوت الفرح، صوت إحتفال بمناسبة سعيدة لأحدهم
من منزل أحد الجيران في أحد شوارع هذا الحي، تصدح الاغاني منه عاليًا أسمعها في غرفتي بوضوح وكل البيت يهتز معها.
في خوض هذه الاصوات السعيدة كُنت أكافح الدموع الطافحة على الورق ليس ما بالكتاب ما يُبكي بل ما برأسي من ألسنة
لم تُخرسها صوت الأغاني العاليه بل زادتها صخب لتصرخ: ”أنا هنا إسمعيني!“
أراد منزل الجيران أن يعرف الجميع بفرحتهم وأنها يجب أن تمر على كل شارع من شوارع هذا الحي، لكنها لم تعبر شارعي لأنني لم أسمح لها أو لأنها مجازفة خاسرة
أغلقت الشباك وأغلقت على نفسي. ولا زالت في الخلفية
أنانيتي أرادت أن أعيش حزني وأن يحتفل الجميع بعيداً عني و أغرق أنا في جـو يشبهني
كأنانيتي البريئة في الطفوله عندما كان الكون كله يدور حولي، حول سعادتي وحزني عندما كان يحاول أبي لساعات ليشتري إبتسامتي، وتحاول أمي أن تُرضي بكائي بكعكة .
لا توجد كعكة على طاولتي اليوم، ولا إبتسامه مصطنعة تعلو وجهي
لا يوجد سوى قهوتي التي بردت وصفحة الكتاب المبللة.



beautiful. I felt every word :”)