جسد خاشع، وشجرة الزيتون
سابقا جسد خاشع تحت شجرة الزيتون، لكن بعد تفكير هي أيضا تحتي، تحت الأرض هذه الشجرة، بجذورها .
عن طاولات أغادرها وحديث غائبة روحي فيه، عن جسد يطفوا في تلك الاجتماعات بلا فكره.
عن روح تُفتش دوما عن المعنى.
يوم طويل ينتهي بالتوقف على جانب الطريق، مبتعدة عن عالم لا يغادرني. لا أتعرّف المكان، فجوة فارغة تنقلني ليس هربًا، ذهابًا فحسب
هويتُ بجسدي تحت شجرة، شجرة زيتون كبيره، لها رائحة… رطبة ومألوفة.
ضممت يدي وتمنيت، أمنية متضرّع، أن تحملني الرياح مع أوراقها بعيدًا حيثما تشاء. الى حقول حره، الى جبال ووديان. أردد؛ أرجوكِ.
أوراقها الذابلة مرتمية بجانبي، هل من جواب على السؤال، هل أتاكِ الرد من الأعلى؟ تتهرب فتسرقها الرياح مبتعدة.
رفعت رأسي، السماء صافيه، أضم يدي مرةً أخرى على صدري وأصلي، أصلي بخشوع، بقلبٍ هادئ ولا يشكوا، ولكن يتمنى ويسأل.
أسحب إحدى يديّ وأحجب بها أشعة الشمس عن عيني ولا أتوقف عن الصلاة، عن السؤال، لطفلة بداخلي فقدت حرية التخيل لا تكف عن الطلب لعناقٍ جاف، عن جواب لهذا الشرود، وأفكارها الأكثر انفصالا عن الواقع.
إذ تحنّ أغصان الشجرة نحوي، فشيئا وشيئا أخذت أشعر بالسكون، فتحت عيني، تغطيني الظلال
أراها فوقي مُلتفه حولي، هشة أتنفس، بدموع جافه.
مُحفوفة بظلها، تُخاطبني بطريقةٍ ما، أشكرها وأعلم أنها تصغي فتصدر ردًا على شكل حفيفٍ عالِ.. جميلة بشكل عذب.
تُرى هل تتمنى هي أيضا أن تحملها الرياح، أن تذهب من هنا، وتغادر هذه المدينة؟ على الرغم من استحالة الحدوث.
أمسّ جذعها الخشن وأصغي لنبض بداخلها، كان لها نبض. حيّة
وتصلي بخشوع أيضًا، مثلي
كانت أمي في حياة أخرى.



"ترى هل تتمنى هي ايضاً ان تحملها الرياح…" فحتى ان ارادت الشجرة الرحيل من يحمل جذورها؟ من يفكك تراب الذكريات العالق بها ، وهنا يوجد الألم في الثبات حين لا نملك خيار الرحيل
جميعًا، نحن والجمادات، نشارك هذا الإحساس الخفي. البحث، ثم التمسك بأي شي - ربما - يصغي.