إجازة صيف ذو القعدة قبل أعوام، في فِناء بيت جدتي على فرشتِها الحمراء بِجانب أشعةِ الشمس تجلس، مع إبريق الشاي خاصتها الخالي من السكر
تتكئ على الجدار و ساقها مدودة، تبدأ بالغناء بكلماتٍ معقدة وصعبة على مسامع فتاة في العاشرة من عُمرها، لا أفهمها. تبدأ بصوت هادئ ثم يرتفع مع حِدة مشاعرها، أرى يديها تتأرجَح مع كل ايقاع وكأنها تنادي على شخص أصمْ
أجلس أنا بجانبها أنسخ حركات جلستها تُشير إلى ساقي الطويله، وتضحك. تراني بجسدي أكبُر و ترى جسدها يَصغُر
أميل على يديها المُحنَّات، حمراء دافئة وتحت الشمس تكون فاقعة وعطرية
كان هذا رُوتينها اليومي الذي صنع ذكريات طفولتي، على فرشتِها شعرت بالحنان المفقود في منزلي
كانت تبحث دائما عن شمس العصِر لتستلقي تحتها، لو أنها علِمَت أنها كانت شمسي
شمسي التي غابت قبل سنتين
واليوم حفيدتها ذات الأربع وعشرون عامًا، تخرجُ باحثة عن الفرشة الحمراء كلما رأت شمس العصِر.


